الذكاء الاصطناعي في سياق الضرورة الأخلاقية والحاجة الإنسانية

       الملخص

لقد صرح عميد الفلسفة الحديثة رينيه ديكارت في بداية عصر التنوير الأوروبي بأن “حضارة أي أمة تقاس بمدى قدرة شعبها على التفلسف بشكل أفضل”. وهذه العبارة تلخص جوهر الحضارة والتحضر. ولكن من المعترف به الآن أن مستوى التطور المادي والصناعي يعمل كمقياس للتقدم بسبب العلم والتجريب. وعلى هذا فإن الحديث عن الفلسفة لا يعني بالضرورة الحديث عن التحضر والتحضر. فقد قادت الفلسفة الإنسان من عالم الأساطير وحياة الكهنة واستعباد العقل إلى نور الحرية والتأمل والتحرر العقلي. بعد ذلك تطور العلم لرفع مستوى معيشة البشر وتحقيق التقدم المادي الذي شهدته المجتمعات المعاصرة، وكانت الفلسفة مسؤولة عن جعل العلم أداة للتقدم. وتكشف الدراسة أن فلسفة الذكاء الاصطناعي تقع بين قوتين متعارضتين: القضاء على التنوع البشري، أو الذات والهوية والثقافة، والحاجة الإنسانية من ناحية.

الكلمات مفتاحية: الذكاء الاصطناعي- الحاجة الانسانية- الضرورة  الآخلاقية.

Artificial Intelligence in the Context of Moral Imperative and Human Need

By   Mohammed Jassim Alwan

Babylon  Education Directorate

Abstract

René Descartes, the father of modern philosophy, captured the essence of urbanity and civilization at the start of the Enlightenment in Europe when he said, “Every nation’s civilization is measured by the extent of its people’s ability to philosophize better.” But thanks to science and experimentation, it’s now widely accepted that the degree of material and industrial development serves as a proxy for progress. As a result, discussing philosophy does not always entail discussing urbanity and civilization. Man moved from mythology, the life of a priest, and the enslavement of the mind to the light of liberty, introspection, and mental emancipation because of philosophy. Then, science emerged to improve humankind’s standard of living and bring about the material advancements that are seen in modern societies, so

Keywords: Artificial Intelligence – Human Need – Moral Necessity.

• المقدمة

بالإضافة إلى التقدم التكنولوجي لمنصات التواصل الاجتماعي والثورة الصناعية الرابعة، فقد احتل الذكاء الاصطناعي مساحة كبيرة على عدد من المستويات، بل وبدأ يتغلغل ويتغلغل بعمق في ثقافات المنظمات والهيئات الأخلاقية والقوى العاملة، ويتكيف ويجرب لإعطاء المفهوم طابعًا تفاعليًا. فالثقافة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، تم إنشاء بيئات رقمية حقيقية لأشياء مثل العمل واللعب والسفر والبناء والاقتصاد والمعاملات التجارية. ولكن أي شخص يفكر في هذا السيناريو والواقع يدرك أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي هذه لديها القدرة على تغيير الهويات واستئصالها، والقضاء على اللغات وتوحيدها، وتوحيد البيئة الثقافية. باختصار، نكتشف أن فلسفة الذكاء الاصطناعي تقع بين قوتين متعارضتين: القضاء على التنوع البشري، أو الذات والهوية والثقافة، والحاجة الإنسانية من ناحية.

1.1-مشكلة البحث

في سياق ما سبق، نعمد إلى تحديد المشكلة في طرح التساؤل الرئيسي التالي: ما حدود الذكاء الاصطناعي وأثره على الانسانية وعلى الوجود الإنساني والتنوع الثقافي والقيمي؟

وبغية الاجابة على التساؤل الرئيسي وجب طرح التساؤلات الفرعية التالية:هل يمكن الإقرار فعلا بوجود مخاطر للذكاء الاصطناعي ؟ وإذا كان الذكاء الاصطناعي شرط للثورة الصناعية الرابعة فهل يجب إلغاؤه وإلجامه بدعوى الحتمية الآخلاقية؟، وهل يجب تهذيب الذكاء الاصطناعي ليتوافق مع الحاجة الانسانية؟

1. 2- اهمية البحث

تأتي اهمية البحث من اهمية انطلاقة التطور المادي الذي تشهده المجتمعات المعاصرة، حتى أننا أصبحنا نشهد ثورة تكنولوجية هائلة أدت إلى وصول العقل البشري إلى ابتكار ذكاء يحاكي ذكاءه ، أستطاع مجاراة المهارة البشرية وأحيانا يفوقها من حيث السرعة والإتقان من جهة  ، ومن جهة اخرى خطورة الاستخدام غير الاخلاقي للذكاء الصناعي، وذلك من منطلق أنها سلاح ذو حدين.

1. 3- اهداف البحث
2. يهدف البحث إلى إظهار مدى الحاجة الملحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وكذلك التقدم الملحوظ في تنوع البرمجيات والتكنولوجيا.
3. محاولة التعرف على المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي ومدى إخضاعه للإنسان للآلات. وكذلك ما يحدث من عواقب إذا لم يتم التحكم في الذكاء الاصطناعي.
4. 4- منهجية البحث

تندرج هذه الدراسة ضمن الدراسات الوصفية التحليلية، كونها تعني بوصف واقع الضرورة الاخلاقية والحاجة الانسانية الحتمية وتحديدها ووصف طبيعتها.

 2- تحديد مفاهيم الدراسة

2. مفهوم الذكاء الاصطناعي:

كما نجد أن الذكاء الاصطناعي جملة مركبة من الذكاء ومصطلح اصطناعي ،لذلك ينبغي الانطلاق من ضبط هذين الحدين:

2 .2. تعريف الذكاء لغة:

جاء في قاموس لسان العرب (ابن منظور، 2005 ،ص 33 ) أن الذكاءُ: حِدَّة الفؤاد. والذكاءُ: سُرْعة الفطنة. والذكاء من قولك قلب ذكي اذ كان سريع الفطنة( عباس العبيدي،2022، ص26)

3.2.  تعريف الاصطناعي لغة :

صنع: صَنَعَه يصْنَعهُ ، فهو مَصْنوعٌ وصُنْعٌ صُنْع عمله، وجاء في سورة النمل((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ  صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ  إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ))(سورة النمل ، ايةة 88).

والصناعة  حرفة الصانع وعَمَلهُ الصَّنَعة ما تستَصنْعُ من آمر، والا صطناع : افتعال من الصنيعة واصطنع فلانا خاتماً اذ سأل رجل ان يصنع له خاتماً، واصطنعت الشي دعا الى صنعه (ابن منظور، 2005 ،ص 291 ) ، وجاء في معجم اللغة العربية المعاصرة( احمد مختار، ص278) الاصطناع ما كان مصنوعاً غير طبيعي.

2. 4. مفهوم الذكاء الاصطناعي الاصطلاحي:

الذكاء الاصطناعي هو عكس الذكاء البشري، وهو ما يحرك الآلات والأجهزة الذكية. وتعود أصول الذكاء الاصطناعي الحقيقية إلى السنوات القليلة الماضية، عندما تمكن الإنسان من خلق ذكاء يحاكي ذكاءه، والذي تجلى من خلال أنظمة مبرمجة تساعد الإنسان في حياته وعمله ، يناقش كيف وأين ظهر لأول مرة في قاموس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم: دراسة استخدام الآلات لمحاكاة الذكاء البشري، أو جعل الكمبيوتر يقوم بمهام تشبه تلك التي يقوم بها العقل البشري، تُعرف بالذكاء الاصطناعي. بصفته الرجل الذي صاغ مصطلح “الذكاء الاصطناعي” وطبقه على العلم من أجل إنشاء كمبيوتر أو “روبوت” تحت سيطرة الكمبيوتر أو برنامج يفكر بذكاء بنفس الطريقة التي يفكر بها (البشر الأذكياء)، يُعتبر جون مكارثي أبا الذكاء الاصطناعي. لإنشاء الذكاء الاصطناعي، يجب على المرء أن يتعلم عن عمل الدماغ البشري، وكيف يتعلم الناس ويحاولون تقليده ويتخذون القرارات ويعملون أثناء محاولة حل مشكلة ثم يستخدمون نتائج هذه الدراسة كأساس لإنشاء نظام أو برنامج ذكي. عندما نظم (جون مكارثي) ورشة عمل للباحثين المهتمين بالشبكات العصبية الاصطناعية، صاغ مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة.)عز الدين غازي، 0221 ،ص17). الذكاء الاصطناعي (AI) هو مجال دراسة متعدد التخصصات ضمن علوم الكمبيوتر والذي يعمل مع النماذج والأنظمة للقيام بمهام تتعلق بالذكاء البشري، مثل التعلم والإثبات وحل المشكلات العامة، وفقًا للجنة الفنية المشتركة (JTC) ISO / IEC. ( الهادي، 2021 ، ص 142 ). جون مكارثي، المعروف باسم “الأب الروحي للذكاء الاصطناعي”، عرّف المصطلح بأنه “وسيلة لصنع جهاز كمبيوتر، أو روبوت يتم التحكم فيه بواسطة جهاز كمبيوتر، أو برنامج يفكر بذكاء بنفس الطريقة التي يفكر بها البشر الأذكياء”. ربما يكون هذا هو التعريف الأكثر شهرة للذكاء الاصطناعي. ( دهشان، 2022، ص109).  وفقًا لهذا التعريف، يتم إنشاء الذكاء الاصطناعي من خلال البحث في كيفية معالجة الدماغ البشري للمعلومات للأفراد الأذكياء. يركز هذا البحث على كيفية تعلم البشر واتخاذ القرارات والتعامل مع المشكلات المحتملة. ثم يتم استخدام نتائج هذا البحث لإنشاء أنظمة وبرامج ذكية. تعريف آخر له هو “العلم الذي يمنح أجهزة الكمبيوتر القدرة على تمثيل ومعالجة الرموز حتى يمكن استخدامها لتبني البرامج والنماذج المحسوبة لحل المشكلات المستعصية”. (الطيطي، 2011، ص 256 ) يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي بأنه “الذكاء الذي تولدها الآلات والبرامج التي تحاكي القدرات العقلية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج والرد على المواقف التي لم يتم برمجتها في الآلة، وبالتالي القدرة على خلق سلوك ذكي في ضوء الكمية الهائلة من البيانات التي يجب معالجتها وتحويلها إلى معلومات ذات معنى”. وهذا التعريف ينطبق بشكل عام ويستند إلى المعلومات السابقة.

ومن خلال التعاريف السابقة  ندرك(يوسف كريستيان، 2022 ،ص27 ) وجود شكلين من اشكال الذكاء الاصطناعي الاول ضعيف والاخر قوي.

3 – خصائص الذكاء الاصطناعي:

يمتلك الذكاء الاصطناعي خصائص كثيرة جعلت منه استثماراً ذا فعالية في كثيرٍ من المجالات: (السيد و محمود، 2009 ،ص22- 23).

• يمنح الذكاء الاصطناعي الآلات والأجهزة القدرة على التخطيط وتحليل المشكلات منطقيًا.
• يتعرف على الكلام والأصوات، ولديه القدرة على تحريك الأشياء.
• تتمتع الأجهزة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بكفاءة عالية في تلبية احتياجات المستخدم من خلال فهم وتحليل المدخلات بشكل فعال.
• يسهل التعليم المستمر لأن عملية التعلم مستقلة، ذاتية التوجيه، ولا تعتمد على الإشراف.
• قادرة على التعامل مع كمية هائلة من البيانات التي تواجهها. وهي أكثر مهارة من العقول البشرية في تحديد وتحليل الأنماط المماثلة في البيانات.
• قادرة على تطبيق القدرات المعرفية لحل المشكلات غير المعروفة

4- فوائد الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي هو أحد مجالات علوم الكمبيوتر التي تركز على إنشاء آلات وأجهزة ذكية، وهو يوفر العديد من المزايا، مثل: الذكاء الاصطناعي هو محاكاة الدماغ البشري لأداء بعض وظائفه المعقدة، مثل جمع المعلومات من البيئة وربطها للوصول إلى استنتاجات محددة تتعلق بأمر معين. تتم عملية المحاكاة باستخدام أجهزة الكمبيوتر والآلات المختلفة:( عبده، 2021 ، ص 431).

• مجال الزراعة يستعمل الذكاء الاصطناعي في مراقبة أحوال الطقس المناخية لمعرفة أنسب الأوقات للزراعة، كما يتم معرفة حالة التربة لتحديد الأنواع الممكن زراعتها والبحث في طرق تحسين جودة المحاصيل وزيادة إنتاجيتها.
• مجال الطب ساعد الذكاء الاصطناعي في تحقيق دقةٍ أكبر خصوصاً في تشخيص الأمراض وتحديد العلاجات المناسبة بناءاً على نوع المرض بدقةٍ عالية.
• مجال عمليات التوظيف يسهّل الذكاء الاصطناعي من فرز المرشحين المتقدمين لشغل وظيفةٍ معيّنة وقراءة السير الذاتية لهم لتحديد الكفاءات.
• مجال خدمة العملاء استخدم الذكاء الاصطناعي كثيراً في مجال خدمة العملاء والتواصل مع المستهلكين وخصوصاً في موضوع الهواتف المحمولة، حيث قدم الدعم للطاقات البشرية في الاستماع والاستجابة للعملاء بكل بساطة.

5– الذكاء الاصطناعي والحاجة الإنسانية:

لقد بدأ عصر جديد يلوح في الأفق. فقد تغيرت حياتنا بمعدل مذهل بسبب الثورة التكنولوجية، التي كان لها تأثير عميق على كيفية عملنا وتعلمنا وحتى تعايشنا. وإلى جانب الاستخدام المتطور بشكل متزايد للبيانات الضخمة، ينمو الذكاء الاصطناعي بشكل كبير ويجد تطبيقات جديدة في عدد متزايد من القطاعات، بما في ذلك الأمن والبيئة والبحث والتعليم والصحة والثقافة والتجارة.

بالنسبة للبشرية، يمثل الذكاء الاصطناعي الحدود التالية. وسوف يبشر الذكاء الاصطناعي بعصر جديد من الحضارة الإنسانية بمجرد عبور هذه الحدود. والهدف من الذكاء الاصطناعي ليس أن يحل محل الذكاء البشري أو يصبح مستقلاً عنه. ومع ذلك، يتعين علينا التأكد من تطويره بطريقة إنسانية وقائمة على المبادئ وحقوق الإنسان. ويتعين علينا أن نقرر نوع المجتمع الذي نريد أن نعيش فيه في المستقبل. ورغم أن ثورة الذكاء الاصطناعي تقدم إمكانيات جديدة ومثيرة، فإنها تجلب معها أيضًا اضطرابات أنثروبولوجية واجتماعية يجب النظر فيها بعناية.( سهامة غفوري، 2013 ،ص 100 ).

ن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة عظيمة للتنمية المستدامة. وتتأثر جميع جوانب تفويض اليونسكو بالتغييرات التي جلبتها الثورة التكنولوجية، وخاصة التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي. والواقع أن الذكاء الاصطناعي يؤثر بالفعل بشكل كبير على التعليم. وسوف تطرأ تغييرات على أدوات التعليم، بما في ذلك كيفية التعلم واكتساب المعرفة وإعداد المعلمين. وسوف يصبح اكتساب المهارات الرقمية الآن محورياً في جميع مبادراتنا التعليمية. وعلاوة على ذلك، يتغير سوق العمل بسرعة بسبب الابتكار، لذا فنحن بحاجة إلى “تعلم كيفية التعلم”، إن العلوم الإنسانية ــ مثل الأدب والفلسفة والتاريخ ــ أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى لقدرتنا على البقاء في عالم يتغير بسرعة. والواقع أن الذكاء الاصطناعي يُطبَّق بالفعل على نطاق واسع في مجال الثقافة؛ ولنتأمل هنا الصور المستخدمة في إعادة بناء التراث. كما يستخدمه العلم أيضا، وخاصة في برامجنا البحثية والبيئية تحت الماء. وتؤثر التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر على الاتصالات والمعلومات أيضا، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى المعلومات وحرية التعبير. والواقع أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بقدر كبير من الإمكانات للمساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. (SDGs)( العربي بختي، 2013 ،ص 203).

إن العلوم الإنسانية ــ مثل الأدب والفلسفة والتاريخ ــ أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى لقدرتنا على البقاء في عالم يتغير بسرعة. والواقع أن الذكاء الاصطناعي يُطبَّق بالفعل على نطاق واسع في مجال الثقافة؛ ولنتأمل هنا الصور المستخدمة في إعادة بناء التراث. كما يستخدمه العلم أيضا، وخاصة في برامجنا البحثية والبيئية تحت الماء. وتؤثر التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر على الاتصالات والمعلومات أيضا، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالوصول إلى المعلومات وحرية التعبير. والواقع أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بقدر كبير من الإمكانات للمساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ( عيسى محمد خليل، 2020 ،ص 551 ).

إن الذكاء الاصطناعي أصبح أكثر انتشارا في مجال التعليم، وخاصة فيما يسمى بأتمتة التعليم بالذكاء الاصطناعي. إن عبارة “أتمتة التعليم” هي أحد المصطلحات الحديثة التي أستخدمها لوصف الجهاز، أي كل العمليات التي أصبحت مستخدمة على نطاق واسع في القرن الحادي والعشرين، وهي تعني التشغيل التلقائي للجهاز، أي مجموعة العمليات التي سمحت للبشر بتسخير الآلات للعمل بدلاً منهم من أجل تحقيق أهداف تعليمية محددة. ( عيسى محمد خليل، 2020 ،ص 551 ).

هذا وبالرغم من المزايا التي يتمتع بها  الذكاء الاصطناعي إلا أن هناك عدة تحديات تواجهه في النظام التعليمي لعلّ من أهمها: (عيسى محمد خليل، 2020 ،ص 551 ).

• نقص الكوادر المتخصصة
• عدم توفر الدعم الفني اللازم.
• ضعف البنية التحتية لخدمة تقنية المعلومات والاتصالات.
• احتياجه إلى كلفة مادية عالية وأجهزة وبرمجيات عالية الجودة.
• يتطلب بيانات ضخمة وإيجاد خوارزميات التعلم والتشغيل الآلي.

إن إحدى أكبر المشاكل هي أن ليس كل الناس على دراية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. وذلك لأن بعض الناس لديهم رأي متحيز عنها لأنهم يعتقدون أن الآلات لا يمكن أن تحل محل البشر أبدًا ولأنها تفتقر إلى العمق العاطفي للبشر. إن فشل السلطات المختصة المسؤولة عن إعداد المعلمين لأتمتة التعليم والذكاء الاصطناعي هو نتيجة لتصورات بعض المعلمين بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي معقدة وتحتاج إلى مزيد من الوقت والجهد لاستخدامها. كما يتعطل تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي بسبب ندرة برامج التدريب والأحمال التعليمية الثقيلة الملقاة على عاتقهم.

وتشمل بعض القضايا الافتقار إلى النزاهة العلمية في هذا المجال، وعدم قدرة المتعلمين على الاستجابة لتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعامل معها، والقدرة المحدودة للمتعلمين على حل المشكلات الناشئة عن استخدامهم لهذه الأدوات، نظراً لأنها تتطلب تدريباً مكثفاً.( بكاري، مختار. (2022، ص286).

لقد تغيرت الطريقة التي ينفذ بها الناس مهامهم اليومية – مثل توظيف الأشخاص والإجراءات الطبية المعقدة للمرضى، وأداء الأعمال الصناعية الخطرة والصعبة، والعمل في مناطق القتال، ومساعدة المحتاجين – بشكل كبير نتيجة للتكنولوجيا الجديدة. لقد زادت معرفتنا بفضل الذكاء الاصطناعي، الذي منحنا أيضًا إمكانية الوصول إلى مجموعة متنوعة من محركات البحث – جوجل هو الأكثر شعبية – والتي تقدم الإجابات الأكثر دقة لاستفساراتنا. في هذه الأيام، أصبحت المعرفة والمعلومات متاحة بسهولة، ويمكن للمرء أن يثقف نفسه دون مساعدة من مدرس أو وسيط. ولأنه يزودنا بمعلومات مفيدة، تعتمد جميع محركات البحث في المقام الأول على الذكاء الاصطناعي لإنهاء عملية تصنيف وفهرسة ومسح البيانات من مواقع الويب المختلفة  لتمكنك من تقديم أفضل نتائج لأسئلتك، وكل ذلك في أقل من ثانية.( بكاري، مختار.  2022، ص287 – 302)

6- الذكاء الاصطناعي والضرورة الأخلاقية:

على الرغم من التقدم العلمي والعملي الذي حققته تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بالنسبة للإنسان، إلا أنها تثير عدداً من المخاوف بشأن المخاطر المحتملة، خاصة في ظل التقدم السريع في تقنياتها وتنوع التطبيقات المتاحة لها. وتشمل هذه المخاوف: ماذا سيحدث إذا لم تتمكن من التحكم فيها؟ يمكننا هنا مناقشة المخاطر التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك ما إذا كان سيجعل الناس يخضعون لسيطرته. وتشمل هذه المخاطر تلك المتعلقة بالاقتصاد والتزوير والإنسانية والرفاهية والبطالة والراحة وانتهاك الخصوصية. ولأن الحق في الحياة الخاصة هو أحد الحقوق الأساسية المرتبطة بالكرامة الإنسانية والاعتبار، فإن الحاجة إلى حماية الحياة الخاصة والضرورة الأخلاقية تعد من بين أهم احتياجات الأفراد وأكثرها رسوخاً. ومع ذلك، وبسبب تدفقات المعلومات، فإن الذكاء الاصطناعي لا يزال يشكل تهديداً خطيراً للبشرية.

إن أنظمة الخبراء والشبكات العصبية الاصطناعية، وهما من أهم المجالات الفرعية للذكاء الاصطناعي، تندرج ضمن منتجات التعلم الآلي والتعلم العميق وغيرها من المجالات ذات الصلة. ونتيجة لهذا، فإن التزوير العميق هو مجال فرعي للذكاء الاصطناعي أو أحد تطبيقاته، والذي يتضمن تجميع ونسخ ولصق محتوى الفيديو أو الصورة بدقة مع إعادة صياغة محتوى الكلام والحركة لتقليد مقطع فيديو أو صورة أصلية في شكل موازٍ. وهذا يجعل من المستحيل معرفة ما إذا كان المحتوى حقيقيًا أم مزيفًا.

انه مرتبط بالتقدم والرقي في الصل ان جل التقنيات لم تأتي من العدم ولم تنبثق من الدول المتخلفة او النامية وانما هو مرتبط بتطور المدن وتقد شعوبها ومدى قدرات البحث وتشعب العلوم فيها والثقافة ووسائل الطباعة الحديثة فيها، فالتزييف العميق فهو سلوك يعمد على التشهير والحتيال من خلال جهاز الحاسوب ول يكون وليد البيئة التي لها قدرة على البداع الذي يتطلب بيئة أكثر حضارة وأكثر رقي(عادل عبد النور،2005، ص86) الأفعال التي تحفزها التشهير بالآخرين يتمثل العيب الأساسي في تقنية التزييف العميق في أنها مصطنعة بالكامل لأنها تستخدم أجهزة وبرامج متطورة تجعل من الصعب التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مزيف. وكما ذكرنا سابقًا، تُستخدم هذه التقنية لإنشاء صور ومقاطع فيديو مزيفة بهدف الإضرار بسمعة الأشخاص وتشويه سمعتهم وإعطاء الفضل لأشياء ليست ملكهم حقًا. وقد يتضمن هذا تصويرهم على أنهم يقدمون ادعاءات لم يقدموها في المقام الأول وتشويه سمعتهم باستخدام صور لهم مختلطة مع مشاهد من ما يسمى بالأفلام الإباحية المزيفة التي لم يظهروا فيها أبدًا. (محمد علي، 2024) وقد أكد خبراء أن هذه التقنية الجديدة ستسبب حتماً ضرراً كبيراً، خاصة إذا تم استخدامها بأدوات تخفي هوية الشخص الذي استخدمها، وقد سجلت عدة حالات ابتزاز جنسي للفتيات من خلال هذه التقنية، وأشارت بعض التقارير إلى أن أغلب البيانات المزيفة من خلالها تكون في حالات إباحية، وهذا يعني أن النساء يشكلن الفئة الأكبر من ضحايا هذه التقنية. (ماري، د.ت، ص47). فهذه التقنية معتمدة بدرجة أولى على تقنيات الذكاء الصطناعي لإنتاج فيديوهات وصور بورنوغرافية مزيفة قد تمس بشخصيات عامة أو أناس عاديون قصد النتقام، وفي فرنسا سنة2016 يعتبر نشر المواد الباحية بدون اذن الأشخاص الذين يظهرون فيها جريمة تصل فيها العقوبة الى سنتين سجن وغرامة مالية تقدر ب 60 ألف يورو 11 ، أن هذه التقنية اذا ألت لما تم بيانه فانها حتما ستؤدي الى تدمير الحياة الكثير من الأشخاص بالتسبب لهم فضائح جنسية ونتهتك لهم حرمتهم الخاصة الشكال لم يعد يقتصر في ذلك فقط وانما امتد الى حتى وان كانت هناك أدلة اثبات فقد تستعمل هذه التقنية حتى في خلق أدلة ملفقة ومزيفة للتأثير على أحكام القضاء أي التلاعب بالأدلة الجنائية اذ يمكن تزوير أدلة الكترونية متعلقة بتحقيقات قضائية والتلاعب بها، كاظهار شخص انه يتكلم بأقوال متمثلة في السب والشتم والتنمر لم يتكلم بها من الأصل أو وضع صورة امرأة موضع امراة أخرى تباشر فاحشة الزنا ومافيه من أتهام عفيفات مما يصعب التشكيك في مصداقتيها، فكم من بيوت سيكون مألها الخراب بالضافة الى الحالت النفسية التي تؤدي بالفتيات الى النتحار نتيجة انتهاك عرضها وسلها وشرفها وهذا كلها راجع الى استخدام هذه التكنولوجيا في المخرجات الباحية التي تظهر ضحاياهم في صورة يمارسون الفاحشة ثم الى عملية البتزاز بأن تفعل ماقيل لها وال نشرت هذه الصور والفيديوهات المزيفة وعليها اثبات ذلك هذا ان استطاعت.( هواري صباح ، 2024،  ص629).

وبناء على ذلك، أصدرت اليونسكو خلال دورتها الحادية والأربعين التي عقدت في باريس من 29 إلى 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 مجموعة واسعة من التوصيات، شملت ضرورة التزام بحوث الذكاء الاصطناعي بالمبادئ التوجيهية الأخلاقية والقانونية، والتوجيه في إعداد وتطوير واستخدام وسائل وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في البحوث العلمية السليمة، فضلاً عن احترام وحماية وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية والكرامة الإنسانية؛ وضرورة الحفاظ على كرامة الإنسان وضمان السلامة والرفاهية؛ وتعزيز الحوار والمنفعة المتبادلة بين الدول والمجتمعات من أجل الذكاء الاصطناعي وتحقيق السلامة والأمن والعدالة.

• الخاتمة

ان تاريخ الإنسان العلمي حافل بالانتصارات،خاصة في خضم الثورة الصناعية الرابعة،فبعد الضعف والعبودية والوقوع في الآسطورة والخرافة يأتي دور الفلسفة والتأمل العقلي ليقطع بالإنسان أشواطا في التحضر والمدنية، ليتربع إنسان القرن الحادي والعشرين على ذروة المجد والآبهة والرفاهية،هذا المنظر الجميل لا يغرينا بالمأسي والويلات التي عانتها البشرية كلما تقدم بها العلم والعمل والتقانة والاليةعندما  يتجرد الإنسان من القيم والفضائل يتحول إلى وحش مسيطر ومبيد يقضى على نفسه وعلى الحياة وعلى الكوكب،فإذا كان الحال هذا قبل ظهور الذكاء الاصطناعي :فكيف سيكون الحال اليوم خاصة مع تبلور الذكاء الاصطناعي الخارق؟ نعم نحن بحاجة إلى سياسات أخلاقية تساهم في ضبط السلوك الروبوتي ، بحيث تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي خاضعة للرقابة وتعمل على مواجهة الخطر الآخلاقي للأنظمة القانونية والآخلاقية، وأي استخدام لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بعيدا عن القواعد القانونية والآخلاقية سيجرنا دون شك للفناء الشامل وعليه يجب إيجاد التنظيم القانوني المدروس لمخاطر الذكاء الاصطناعي والحيلولة دون تحوله إلى مهلكة للبشرية ووضع الآسس الآخلاقية و القانونية لضبط أبحاث الذكاء الاصطناعي اذ يحذر الباحثين والمتخصصون في الذكاء الصناعي من التهديدات والمخاطر الاخلاقية التي تشكر خطر على المنظومة الاخلاقية للافراد وخصوصياتهم.

• التوصيات
• من أجل منع الذكاء الاصطناعي من تهديد الإنسانية وخلق الأطر الأخلاقية والقانونية اللازمة لتنظيم تقدمه، يجب وضع لوائح قانونية مدروسة بعناية تعالج المخاطر المرتبطة بهذه التكنولوجيا.

2-   ضرورة وجود قوانين أخلاقية تساعد في تنظيم سلوك الروبوتات من أجل الإشراف على أنظمة الذكاء الاصطناعي قانونيًا وأخلاقيًا ومعالجة التهديد الأخلاقي الذي تشكله الأنظمة الآلية

• نشر الوعي والثقافة عن التطورات التقنية الراهنة انطلاقا من الذكاء الصطناعي عن طريق عقد موتمرات وطنية ودولية واقامة أيام تحسيسية ودراسية لفائدة العامة لتوضيح مختلف الجوانب القانونية والجتماعية قصد مواكبة التعامل مع التقنيات والبرامج الحديثة حتى ل يكونوا عرضة للإنتهاكات.

• قائمة المصادر والمراجع
• القرآن الكريم

• أحمد مختار عمر،( د.ت) : معجم اللغة العربية المعاصرة، عالم الكتب، القاهرة، ط1.
• السيد و محمود،( 2009): تطبيقات الذكاء الاصطناعي ومستقبل تكنولوجيا التعلم، القاهرة العربية للتدريب والنشر.
• الطيطي، خضر مصباح، (2011): إدارة التغيتَ –التحديات والاستًاتيجيات للمدراء المعاصرين ،عمان، دار حامد.
• عبده، عبد الهادي،(2021): علم النفس الدعرفي –الأسس والمحاور، مكتبة الأنكلو المصرية.
• عباس العبيدي،(2022): التطبيقات المعاصرة للجرائم الناتجة عن الذكاءالاصطناعي دراسة قانونية في منظور القانون الدولي، المركز العربي للدراسات والبحوث العلمية للنشر والتوزيع، القاهرة، ط1.
• – عادل عبد النور،(2005): اساسيات الذكاء الصطناعي،دار الفيصل الثقافية، الرياض،ط1.
• ابن منظور،( 2005 ): لسان العرب، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت، ط4.
• –  ماري شورتر،( د.ت) : الذكاء الصطناعي ومكافحة التطرف العنيف، المركز الدولي لدراسة الراديكالية، لندن.
• هواري صباح ،(2024) :الحياة الخاصة وتكنولوجيا التزييف العميق ، مجلة العلوم القانونية و الاجتماعية ، مجلد التاسع ، عدد الثاني .
• يوسف كريستيان،(2022): المسؤولية المدنية عن فعل الذكاء الاصطناعي، منشورات الحلبي، الحقوقية، بيروت، ط1.
• المقالات
• بكاري، مختار، (2022): تحديات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في التعليم. مجلة المنتدى للدراسات والأبحاث الإقتصادية، مج6, ع1 .
• سهامة غفوري،( 2013): التحديات التي تواجه قطاعي التربية والتعليم، مجلة التربية والاستيولوجيا، المدرسة العليا للأساتذة، بوزريعة، العدد4.
• عز الدين غازي،(2007): عز الدين غازي، الذكاء الاصطناعي هل هو تكنولوجيا رمزية، بحث منشور في مجلة فكر العلوم الإنسانية والاجتماعية، العدد6.
• العربي بختي،( 2013): ،دور التربية والتعليم فى تحقيق التنمية ، مجلة التربية والابستيولوجيا، أشغال الملتقى الدولي الثاني، المدرسة العليا للأساتذة بوزريعةالعدد1.
• مواقع الانترنيت:
• توصيات اليونسكو بخصوص الذكاء الاصطناعي

https://unesdoc.unesco.org/ark:/48223/pf0000380455_ara

• محمد علي، ( 2024): المونتاج عصر جديد من فنون الفبركة التزييف الموقع: https:\\akhbarelyom.com