توظيف العمارة الإسلامية للفضاء المعماري و النفسي والزخرفة الملونة من خلال الاثار الاسلامية للأبنية

م. م. نغم حميد رشيد عبد النبي الطائي
rasheednagham2@gmail.com
جامعة واسط /كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة – العراق
أ.م. محمد جاسم علـوان الكصيرات
مديرية تربية بابل – العراق
mohamdjas4@gmail.com
009647719396654
الملخص
ستهدف هذا البحث المعمق استجلاء البُعد النفسي العميق المتجذر في صميم الفكر المعماري الإسلامي، وذلك من خلال دراسة وتحليل التراث المادي الغني المتمثل في المباني والقصور التاريخية. ينطلق البحث من فرضية أساسية مؤداها أن العمارة الإسلامية لم تقتصر يومًا على تلبية الاحتياجات الوظيفية والمادية الصرفة، بل تجاوزتها بوعي وإدراك حسي رفيع إلى احتضان الجانب الروحي والعاطفي للإنسان، سعيًا لخلق فضاءات معيشية تتسم بالراحة والسعادة والسكينة.
تتركز الدراسة بشكل خاص على العناصر المكونة للفضاء المعماري الإسلامي، باعتبارها الأدوات والتقنيات الملموسة التي وظفها المعمار المسلم لتحقيق هذا التكامل بين المادي والنفسي. وتشمل هذه العناصر الشروط المادية الدقيقة المتعلقة بالتهوية الطبيعية الفعالة التي تضمن تجديد الهواء ونقائه، والتحكم الذكي في درجة الحرارة الداخلية للمباني بما يتلاءم مع المناخات المتنوعة، وتنظيم مستويات الرطوبة لخلق بيئة صحية ومريحة، بالإضافة إلى التوجيه الدقيق للإضاءة الطبيعية واستغلال دخول أشعة الشمس بشكل مدروس لتحقيق الإنارة المثالية وتوفير الطاقة. كما يولي البحث اهتمامًا خاصًا بتوظيف تصاميم الحد من الضوضاء، مما يعكس حرص المعمار المسلم على توفير بيئة هادئة ومستقرة تعزز الاسترخاء والتركيز.
من خلال هذا التحليل المتعمق للعناصر المادية، تسعى الدراسة إلى الكشف عن الآليات التي تجسد اهتمام العمارة الإسلامية بالفضاء المعماري كحاضنة للجانب النفسي للإنسان. ويتضح هذا الاهتمام جليًا في الخلق المتقن لمجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات الهندسية والمعمارية التي تعكس فهمًا عميقًا للتفاعل بين الإنسان وبيئته المادية، وتأثير هذه البيئة على حالته النفسية والعاطفية.
علاوة على ذلك، تتناول الدراسة الدور الجوهري للزخارف الرمزية في تعزيز الشعور بالراحة والسعادة داخل الفضاء المعماري الإسلامي. فالزخرفة في العمارة الإسلامية ليست مجرد عنصر تزييني سطحي، بل هي لغة بصرية غنية بالدلالات والرموز المستمدة من المخزون الثقافي والديني والجمالي للحضارة الإسلامية. يتم تحليل الأشكال والأنماط المختلفة للزخارف، بدءًا بالأشكال الهندسية الدقيقة التي تعكس النظام والانسجام الكوني، مرورًا بالرموز الفلكية كالنجوم والأقمار التي تثير التأمل في عظمة الكون، وصولًا إلى توظيف الألوان بعناية فائقة لتطريز هذه الأشكال وإضفاء حيوية وجمالية تبعث على البهجة والسرور.
إن استخدام الزخارف الرمزية والألوان الزاهية في تطريز الأبنية، وخاصة الأشكال الهندسية والفلكية، يمثل إحدى الطرق البارزة التي تجسد بها العمارة الإسلامية اهتمامها العميق بالجوانب الجمالية والنفسية للمكان. هذه العناصر البصرية لا تقتصر على إمتاع البصر، بل تتجاوز ذلك لتلامس الوجدان وتثير مشاعر إيجابية وتعزز الارتباط الروحي بالمكان.
تؤكد الدراسة على أن العمارة الإسلامية كانت تمثل على الدوام تجسيدًا حقيقيًا للحضارة الإنسانية في أزهى صورها، وتقدم نماذج واقعية للعقل البشري المتفاعل بوعي مع بيئته الثقافية والدينية والاجتماعية. هذا التراث المعماري الغني هو تراكم معرفي وفني يعكس تفاعلاً حيويًا بين المعطيات الدينية التي توجه الرؤية الكونية، والتاريخية التي تشكل الهوية، والفنية التي تعبر عن الذوق والجمال، والأدبية التي توثق القيم والمفاهيم.
في الختام، تسعى هذه الدراسة إلى إبراز البُعد الإنساني الشامل للعمارة الإسلامية، وتأكيد دورها الرائد في تحقيق التكامل بين الاحتياجات المادية والروحية للإنسان، وتقديم رؤية جديدة تثمن هذا التراث المعماري ليس فقط كشاهد على عظمة الماضي، بل كمصدر إلهام للحلول المعمارية المعاصرة التي تسعى لخلق فضاءات مستدامة ومريحة ومحفزة للرفاهية النفسية.
الكلمات المفتاحية : العمارة الإسلامية ، الفضاء المعماري، الفضاء النفسي، الزخرفة الملونة.
Employing Islamic architecture for psychological architectural space, decoration and colours through the Islamic monuments of buildings
Nagham Hamid Rashid Abdul Nabi Al-Taie
University of Wasit / College of Physical Education and Sports Sciences
By Mohammed Jassim Alwan
Babylon Education Directorate
Abstract
This in-depth research aims to elucidate the profound psychological dimension deeply rooted in the core of Islamic architectural thought, through the study and analysis of the rich material heritage represented by historical buildings and palaces. The research proceeds from a fundamental premise that Islamic architecture was never limited to merely fulfilling functional and purely material needs, but consciously and with a refined sensory perception transcended these to embrace the spiritual and emotional aspects of human beings, striving to create living spaces characterised by comfort, happiness, and tranquillity.
The study focuses particularly on the constituent elements of Islamic architectural space, considering them as the tangible tools and techniques employed by the Muslim architect to achieve this integration between the material and the psychological. These elements include the precise material conditions related to effective natural ventilation that ensures the renewal and purity of air, the intelligent control of the internal temperature of buildings to suit diverse climates, the regulation of humidity levels to create a healthy and comfortable environment, in addition to the careful direction of natural lighting and the studied utilization of sunlight to achieve ideal illumination and energy efficiency. The research also pays special attention to the employment of noise reduction designs, reflecting the Muslim architect’s keenness to provide a quiet and stable environment that promotes relaxation and concentration.
Through this in-depth analysis of the material elements, the study seeks to uncover the mechanisms that embody Islamic architecture’s concern for architectural space as an incubator for the human psychological aspect. This concern is evident in the skilful creation of a diverse array of engineering and architectural tools and techniques that reflect a deep understanding of the interaction between humans and their material environment, and the impact of this environment on their psychological and emotional state.
Furthermore, the study addresses the fundamental role of symbolic decorations in enhancing the feeling of comfort and happiness within Islamic architectural space. Decoration in Islamic architecture is not merely a superficial decorative element, but rather a rich visual language full of connotations and symbols derived from the cultural, religious, and aesthetic reservoir of Islamic civilisation. The different shapes and patterns of decorations are analyzed, starting with the precise geometric forms that reflect cosmic order and harmony, passing through astronomical symbols such as stars and moons that inspire contemplation of the universe’s grandeur, and culminating in the highly careful employment of colors to embellish these forms and impart a vitality and beauty that evokes joy and pleasure.
The use of symbolic decorations and vibrant colours in adorning buildings, especially geometric and astronomical forms, represents one of the prominent ways in which Islamic architecture embodies its deep concern for the aesthetic and psychological aspects of place. These visual elements are not limited to pleasing the eye, but rather transcend this to touch the soul, evoke positive emotions, and enhance the spiritual connection with the space.
The study emphasises that Islamic architecture has always represented a true embodiment of human civilisation in its most splendid forms, and provides realistic models of the human mind consciously interacting with its cultural, religious, and social environment. This rich architectural heritage is an accumulation of knowledge and art that reflects a vital interaction between religious data that guides the cosmic vision, historical data that shapes identity, artistic data that expresses taste and beauty, and literary data that documents values and concepts.
In conclusion, this study seeks to highlight the comprehensive human dimension of Islamic architecture, affirm its pioneering role in achieving the integration between the material and spiritual needs of human beings, and offer a new vision that values this architectural heritage not only as a testament to the greatness of the past, but also as a source of inspiration for contemporary architectural solutions that strive to create sustainable, comfortable, and conducive spaces for psychological well-being.
Keywords: Islamic architecture, architectural space, psychological space, decoration and colours.
- المقدمة
لقد حاول الإنسان منذ بداية الزمان تعديل العديد من الأساليب المعمارية بما يتناسب مع هويته وأفكاره، ورأى في هذه الأبنية ملجأً له يعيش فيه ويشعر فيه بالأمان، فعمل على مر العصور والفترات على خلق فضاءات معمارية تستوعب أبعاده الجسدية أثناء ممارسته لنشاطاته، وتسمح له بالاحتواء على ظروفه الحيوية، وتضمن له ممارسة أنشطته في بيئة مريحة. وتجاوزت العمارة الإسلامية باهتمامها المتضخم بخلق بيئة نفسية مريحة للإنسا
- إشكالية البحث
ان الظروف المادية الفيزيقية للتهوية الطبيعية في المباني والقصور، والإضاءة المدروسة وأشعة الشمس التي تملأ الفضاء وتنتشر فيه، وامتصاص الرطوبة وتكييف درجة الحرارة وحركة الهواء داخل المكان، واستخدام الألوان المناسبة داخل المباني وخارجها لإدخال البهجة إلى النفوس وإدخال البهجة على ناظريها، واهتمام العمارة الإسلامية بالحدائق والمساحات الخضراء وإبداعها، والزخرفة والوانها كلها أمثلة على الفضاء المعماري النفسي الذي يتمثل في العمارة الإسلامية…وعلى ضوء ذلك نطرح التساؤل الرئيسي التالي:
- كيف ظهر الاهتمام بالفضاء المعماري والنفسي في العمارة الإسلامية؟
- الاسئلة الفرعية
- بأي الطرق أخذت العمارة الإسلامية في الاعتبار العوامل البيئية بما في ذلك الإضاءة والضوضاء والرطوبة ودرجة الحرارة والتهوية؟
– ما هو الدور الذي لعبته الزخرفة الفنية في العمارة الإسلامية؟
- أهداف البحث
1- التعرف على اهتمام العمارة الإسلامية بالعمارة النفسية.
2- كشف استخدام التقنيات المعمارية الإسلامية لإظهار الاهتمام بالبيئة المادية يتماشى مع فرضية الاستدامة في العمارة الحديثة.
3- ابراز التركيز على الزخارف الفنية الإسلامية فيها لإظهار الاهتمام بالتراث المادي والجوانب الجمالية.
- أهمية البحث
ان دراسة الإبداع في العمارة الإسلامية في كافة جوانبها هو ما يعطي الدراسة أهميتها، والحاجة إلى إبراز اهتمام العمارة الإسلامية بالعناصر الاجتماعية والنفسية التي تمثلها المباني والقصور والمدن التاريخية المختلفة.
- منهجية البحث
يعتمد البحث في منهجيته على المنهج الوصفي التحليلي
- هيكلية البحث
المبحث الاول : المفاهيم الاساسية
المبحث الثاني : توظيف العمارة الاسلامية للفضاء المعماري والنفسي للأنية
المبحث الثالث: توظيف العمارة الاسلامية للزخرفة الفنية للأبنية
- المفاهيم الاساسية
- الفراغ المعماري: يقسم المعماريون الفراغ المعماري إلى ثلاثة أقسام:
1-1-1. الفراغ الفيزيائي: وهو ذلك الحيز كن الفضاء العام الذي يحتوي الإنسان فردا أو الإنسان جماعة فيزيائيا، كما أنه ذلك الحيز المحدد بقياسات جسم الإنسان فيزيائيا في أية حالة من حالات قيامه بفعالياته، وهو فراغ بمكن تحديده بالأبعاد وبدرجة كبيرة من الدقة، وهو فراغ جامد لأن الإنسان لا يؤدي فيه أي نشاط، بل هو فراغ يحتوي جسم الإنسان في حالة ثابتة.
1 – 1- 2. الفراغ الحيوي: هو ذلك الحيز من الفضاء العام الذي يسمح باحتواء الإنسان مع شروطه الحيوية، ويكمل هذا النوع الفراغ الفيزيائي وربما احتواه.
1-1- 3 . الفراغ النفسي: هو ذلك الحيز من الفضاء العام الذي يؤمن للإنسان القيام بنشاطه في إطار فيزيائي وحيوي مريح وفي جو من الإحساس بالسعة. (سليماني جميلة، 2011 ، ص 42 ).
ركز المعمار الإسلامي على الفراغ واهتم به من خلال توفير كل الظروف الفيزيقية المناسبة داخل البنايات والقصور وخارجها وإحداث الانسجام بين الداخل والخارج للحفاظ على تناسق الكتلة المعمارية.
1-1-4. فن العمارة الإسلامي:
هو من بين الفنون التي اصطبغت بالطابع الإسلامي وميزت الحضارة الإسلامية عن غيرها حيث أن لها شخصيتها وطابعها الخاص المميز، والذي تتبيَّ نُه العينُ مباشرة، سواءٌ أكان ذلك نتيجة للتصميم الإجمالي، أم العناصر المعمارية المميِّزة، أم الزخارف المستعمَلَة (أحمد، 2000 ، ص43). هي العمارة المعبرة عن التاريخ الحضاري للشعوب المسلمة التي سكنت مناطق شتى من العالم ، امتدت جغرافيا من الهند وآسيا الوسطى شرقا إلئ الأندلس وبلاد المغرب غربا ، ومن جنوب إيطاليا وصقلية شمالا حتى باد اليمن جنوبا ،جامعة لطرز معمارية متفاوتة ومتًابطة أحيانا أخرى، منذ القرن السابع الميلادي إلئ غاية القرنين الثالث عشر والرابع عشر ميلادين بلغت مرحلة التطور، لتضعف بعدها في القرن الثامن عشر بسبب التأثر بالفنون الغربية.( سامح ، 2000 ، ص5).
1-1-1-5. الزخرفة
الزخرفة : فهي تلك الرسوم التي تزين مختلف المنجزات الفنية، كالكتب والآثار الثابثة من عمائر وأبنية مختلفة، أو تزين التحف المنقولة المصنوعة من مواد ، مختلفة كالفخار والخزف والمنسوجات والخشب والعاج والمعادن (أبو صالح، 1967،ص 111).
- الظروف الفيزيقية في العمارة الإسلامية
لكي نتمكن من وصف الفراغ المعماري النفسي في الموروث الحضاري المادي الذي أبدعه فن العمارة الإسلامية، علينا أن نتعرض لمراعاة المعماريون المسلمون للظروف الفيزيقية بتوفيرهم للتهوية المناسبة والضوء وسطوع الشمس، والتحكم في درجة الحرارة، والتحكم في الضوضاء،والرطوبة، بالإضافة إلى تقنية الألوان والاهتمام بالمساحات الخضراء…
2-1. استخدام التهوية :
المقصود من التهوية هو استخدام ملاقف الهواء (وهي فتحات بالأسقف تمثل مداخل الهواء) حيث يدفع الهواء إلى داخل الغرف ليخرج من الفناء الداخلي لإتمام حركته وتكون الملاقف مائلة الأسقف مثلثة الجوانب. – استخدام المشربيات الخشبية وتمثل معالجة معمارية تسمح بدخول الرياح الملطفة، توفر المشربية الظل داخل المسكن بدون إغلاق كامل للنافذة فتحافظ علي حركة الهواء مما يساعد علي تخفيف درجة الحرارة في الصيف ، ويفيد هذا البروز المارة أيضا حيث يستظلون به في الزقاق صيفا ويتقون المطر شتاء كما أن المشربية تغطي الجدار المواجه للشارع وتحافظ عليه من الشمس والمطر، ومن فوائد المشربية أيضا ضبط تدفق الهواء، فبواسطتها يمكن التحكم في سرعة الهواء وتدفقه داخل الحيز الداخلي للمنزل، بالإضافة الي ضبط رطوبة تيار الهواء المار من خلالها إلى داخل المنزل أو الحجرة لطبيعة الخامة المصنوعة منها وهي الخشب فهي خامة مسامية طبيعية مكونة من ألياف عضوية تمتص الماء وتحتفظ به.( مروة ، 2021 ، ص111).
وتستخدم الشخشيخة هي عبارة عن الفتحات الموجودة في الأسقف وكانت مخصصة لتهوية المكان وتلطف من درجة حرارته في تغطية القاعات الرئيسية وتساعد علي توفير التهوية والإضاءة للقاعة التي تعلوها وتعمل الشخشيخة مع الملقف والمشربية المشربية :هي نافذة (فراغ أو فتحة) في الجدار مغطاة بإطار مكون من تراكب مجموعة من القطع الخشبية الصغية اسطوانية الشكل (دائرية المقطع) على شكل سلاسل تفصل بينها مسافات محددة ومنتظمة بشكل هندسي زخرفي دقيق وبالغ التعقيد (بيومي ، 2016 ، ص 3). وتسمى والمشربية بالعراق( وشناشيل او شنشول ) (سلامة، 2019 ، ص 705 ).علي تلطيف درجة حرارة الهواء وذلك لسحب الهواء الساخن الموجود في أعلى الغرفة حيث أن الهواء الساخن يصعد إلى أعلى و البارد يهبط إلى أسفل كما أن حركة الهواء الخارجية بقمتها يخلق فرق ضغط يساعد أكثر علي سحب الهواء من الداخل وبالتالي إن وجود هذه الشخشيخة مع المشربية التي تنفتح علي الفناء الداخلي يضمنان التجديد المستمر لهواء الحجرات واحتفاظها أيضا بهواء لطيف رطب معظم الوقت. كما تساعد علي توفير الإضاءة العل وة وتكون الشخشيخة إما دائرية أو مضلعة أو علي رقبة دائرية أو سداسية أو ثمانية. ( مروة ، 2021 ، ص 108).
2-2. استخدام الفناء
الفناء هو مساحة مفتوحة محاطة بحوائط تقع داخل أو خارج المبني وتطل عليها بعض نوافذ الحجرات ويستخدم كعنصر معماري في تصميم المبني لتلطيف درجة الحرارة داخل الحجرات ولإضاءتها وتهويتها. ويعرف أيضا على أنه: حوش داخلي يترك في وسط المبنى للإضاءة والتهوية. (الغمري وآخرون، بدون تاريخ، ص 798 ). ومن الجدير بالذكر ان العمارة الاسلامية ان الطابع الطاغي عليها في جمالية الابنية والاهتمام بعمارتها هو جمالية عمارة المساجد الاسلامية التي تعد تحفة معمارية خالدة من العمارة الإسلامية اذ تظهر فيها إيوانات يتوسطهم صحن مربع الشكل لها ثلاث حوائط من ثلاث جهات والجهة الرابعة تكون مفتوحة، تطل على مساحة أمامها، وعادة ما يعلو الإيوان بدرجة أو سلمة أو أكثر عن باقي أرضيات المكان كمسجد السلطاف حسن والذي يقع بدنطقة القلعة في مصر القديدة . (غزوان، 2021، ص 299) .
وهذه من التقاليد المعمارية السابقة في تشييد المساجد، فيكون مؤلفا من صحن مكشوف محاط بإيوانات. وقد تميزت العمارة الإسلامية بهذا العنصر المعماري “الصحن” وهو مساحة مكشوفة تتوسط الجوامع وفق التخطيط التقليدي المتأثر بتخطيط مسجد الرسول( صلى الله عليه واله وسلم) وأطلق عليه عدة مصطلحات منها الفناء الساحة الرحبة، الباحة ( الحداد، 2008، ص 34) .
2-3. استخدام الضوء وسطوع الشمس:
معظم المعلومات التي نجمعها ونلتقطها من المحيط 80 % منها تكون مرئية حيث أن لذلك آثارا على مزاجنا وحالتنا الصحية كالإحساس بالتعب الذي تسببه الإضاءة، وكذلك الألوان الموجودة في المحيط بسبب قلة الأداء البصري، والوقوع في حوادث نتيجة الإضاءة السيئة… ولتحقيق الراحة البصرية يجب مراعاة عدة شروط من بينها: توحيد الإضاءة، تحقيق الإنارة المثلى، تفادي الانبهار، وجود التباين المناسب، التجسيد الصحيح لألوان وغياب التقلبات والاختلافات في قوة ألوان الضوء. ( كهينة، 2015 ، ص 86). يعتبر الضوء من أحد أهم أساليب التعبير في العمارة الإسلامية، كما أنه يعد من أبرز عناصر التشكيل داخل الفراغات بما له من تأثير على العناصر والأشكال البصرية، فأشعة الشمس تزداد سطوعا أو خفوتا تبعا لدرجة ضوء الشمس وحالة الطقس المصاحبة لها علي مدار اليوم ويتكرر ذلك من خلال الضوء الساقط علي الخرط الخشبي المتنوع في المشربيات وعلي الزجاج الملون والمفرغات الجصية في المساجد والقصور والبيوت والوكالات فأعطت تشكيلات رائعة علي الجدران والأرضيات وعناصر التأثيث فعزفت إيقاعات متنوعة علي مدار اليوم ،لقد أعيدت صياغة الذبذبات الضوئية من خلال أعمال الخرط الخشبي للمشربية حيث أن الأشكال المخروطة قد خلقت فيما بينها تشكيلات من الفراغ فظهرت كما لو أنها ستائر عملت علي تحليل الضوء وتدرجه بين السطوع والخفوت.( مروة ، 2021 ، ص 102). ان لإضاءة الطبيعية التقليدية في التصميم الداخلي والعمارة الإسلامية، أن هذا الأخير خلق علاقة وثيقة ومستقرة ومتوازنة ومتناغمة بين الإنسان والضوء . (مروة، 2021 ، ص 113).
- التحكم في درجة الحرارة:
لا نستطيع ملاحظة الحرارة الداخلية لغرفة ما طالما انها مريحة ،لكنها كلما انحرفت عن معايير الراحة فإن ذلك يجلب انتباهنا شيئا فشيئا حتى نصل الى درجة عدم الارتياح، وهي تلك الدرجة التي تبدا من مجرد الإزعاج البسيط وتتواصل إلى غاية مرحلة الألم، فالحرارة المرتفعة الزائدة تجعل الجسم مرتخيا وتسبب النوم وتؤدي إلى انخفاض في الأداء وارتفاع في نسبة الأخطاء، أما البرودة فتسبب عدم الارتياح الذي بدوره يخفض من مستوى الانتباه والتركيز ويتجلى ذلك بوضوح أثناء مزاولة الأعمال الفكرية، والمحافظة على القدر المريح من الحرارة والتهوية ضرورية سواء بالنسبة لجسم الإنسان أو بالنسبة لرفع الإنتاج. (مباركي بو حفص،2004 ، ص 127 ) ولعل من أهم المبادئ ومعايير العمارة الإسلامية في موضوع التحكم في درجة الحرارة، توفير الظلال والحماية من أشعة الشمس وذلك باستخدام الوسائل والأساليب التالية:
إقامة الشوارع الضيقة مع الأفنية الداخلية المكشوفة. تعريج الشوارع وتفاوت ارتفاعات البناء مما يساعد على خلق الظلال التي تساهم في خفض الحرارة.
آ.استخدام مواد البناء التي تساعد على خفض الحرارة ومنع تأثير أشعة الشمس والعزل الحراري كالطوب اللين.
ب. استخدام الأخشاب في عمل الأسقف المستوية.
ج.استخدام القباب لتعطي حماية من أشعة الشمس لجزء من السقف بعكس الأسقف
المستوية.
د- زراعة الفناء وتنسيقه ووضع المسطحات المائية والنوافير التي تتوسطه.
2-5. التحكم في الضوضاء
غالبا ما تعرف الضوضاء على أنها صوت غير مرغوب فيه أو مزعج ويعرفها( Chocholle(1960) على أنها “كل احساس كريه ومزعج وكل ظاهرة سمعية مولدة
لهذا الإحساس، وهي عبارة عن كل صوت يغلب عليه طابع الصدفة وليست له مكونات معروفة وقد تكون الضوضاء المزعجة خارجية قادمة من خارج البناية او داخلية نابعه من الداخل.( بوظريفة ، 2002 ، ص 17 ).
2-5. التحكم في الرطوبة :
يعد استخدام مادة الجبس(الجص) من المعالجات البيئية في بعض مناطق العالم الإسلامي والتي يتميز مناخها بالرطوبة العالية، فالجص مادة رخوة هشة قابلة لامتصاص رطوبة الهواء ويتكون من كبريتات الكالسيوم) كبريتات الجير( محتوية على الماء ومتحدة به اتحادا تاما.(الغمري، بدون تاريخ ، ص 798)
- الزخرفة والالوان
يعد من اهم مبادئ الفن الاسلامي وخصائصه التي تتجسد دا خل فضاء السطح التصويري إذ ان تقسيم السطح الى مساحات تتجسد ذات اشكال هندسية مختلفة وداخل هذ ه الاشكال توجد الوحدات الزخرفية الممتدة من العناصر الهندسية او الحيوانية او الخط ية نلاحظ في هذا الاسلوب التنوع والوحدة، بوصف ان كل وحدة من الوحدات الزخرفية تشكل جزءاً داخل مساحة هندسية التي تجمعها المساحة الكلية والانسجام التي تحقق الجمال المثالي الرائع. ( كرو ، 1966، ص 134).
3-1. عناصر الزخرفة في العمارة الاسلامية
3-1-1. النجمة:
تعتبر النجوم بمختلف أشكالها، من أبرز الرموز التي شاع إستخدامها في الفن الإسلامي عبر مختلف فتراته، وتختلف تفسيرات ومعاني النجوم حسب عدد رؤؤسها وأماكن تواجدها فقد تكون خماسية، أو سداسية، أو ثمانية، أو ذات عشرة رؤوس وحتى ذات إثنا عشرة رأسا.
وفي المصطلح الفني فهي تلك التراكيب الهندسية المتعددة الأشكال والمجمعة على هيئة نجوم، (شريفة، 2008 ، ص 118 )، لكي تدخل الأشكال النجمية ضمن الزخارف بة، وتعرف على أ نها أشكال مركزية إشعاعية وأضلاعها تنطلق على هيئة الهندسية المرك شعاع من المركز نحو المحيط. والآن سنتطرق إلى أهميتها:
3-1-2. الزخرفة بالنجمة الخماسية:
إستخدمت في الزخرفة الإسلامية لها خمسة رؤؤس، وهي ذات طابع هندسي قداستعملت كرمز للدلالة على الاتجاهات الخمسة وهي الجنوب، الشمال، الشرق، الغرب والمركز ، (Arseven,S.D ,p25 ،) كما ترمز أيضا للعناصر المكونة للطبيعة وهي الماء، النار الخشب، المعدن، الحجر، كما لاحظنا أيضا تطابق العدد خمسة مع الخطوط الأفقية في كتابة لفظة ما شاء الله.
3.1.3. الزخرفة بالنجمة السداسية:
تنتج من تشابك مثلثين متساويين الأضلاع متقابلين، وهذا تحوير لما كان سائدا في العقائد القديمة، حيث كانوا يعتبرون أن الكون مكون من نصفي البيضة، النصف الأعلى يمثل السماء والنصف الأسفل يمثل الأرض، ويتطور شكل نصف البيضة لكي يصبح مثلثا وهو رمز الإنسجام والتكامل والتوازن، ومن تطابق نصفي للكون تتشكل النجمة السداسية، وهكذا تتحول إلى نجمة تعبر عن تداخل السماء والأرض لتشكل الحياة، وبالتالي الرمز إلى وحدانية الوجود كما يقول عفيف البهنس ي عندما تحدث عن
فن الرقش العربي مبرزا أهمية الزخرفة بالنجوم. (عفيف، 1989، ص 58). عرفت النجمة السداسية عند المسلمين وكان إستعمالها في بعض الأحيان بإسم الرسول صلى الله عليه وسلم، أما عند اليهود فيرون أن المثلث الأول هو رمز للوجود، اليهودي، أما المثلث الثاني المقلوب، فهو رمز الوجود الإنساني. (جمعة،2011، ص 98).
1.3. 4. الزخرفة بالنجمة الثمانية:
وهي أكثر هيئات النجوم تمثيلا في الزخرفة الهندسية الإسلامية، وقد فسر محمد إقبال الفن المتواجد عند المسلمين على منوال هذه النجمة وأعطى لها تفسيرا باطنيا، فهي تتكون من مربعين متداخلين:
فالمربع الأول يعبر عن القوى الأربع في الطبيعة، فالضلع الأعلى يمثل الهواء، الأدنى يمثل التراب، والضلع الأيمن يمثل الماء، والأيسر يمثل النار (عبد الناصر، ، 2006 ، ص108) أما المربع الثاني فيع بر عن الجهات الأربع: الشرق والغرب والشمال والجنوب، وتداخل هذين المربعين يعني أن قوى الله فوق قوى الطبيعة وهي منتشرة في جميع أنحاء الوجود (عبد الناصر، 2006 ، ص109).
6.1.4 الزخرفة بالهلال:
ومن العناصر الفلكية التي تأثر بها الفنان المسلم عبر مختلف العصور نجد الهلال، فقد اتخذته العديد من الدول الإسلامية في وقتنا الحالي شعارا ورمزا على راياتها وأعلامها، وقد شاع استخدام الهلال في فنون المسلمين لمكانته في نفوسهم، فهو وسيلة خاصة مع ،( 134 Moreau, J , 1976, p) للتقويم الهجري، يرمز إلى النور إعادة الحياة ظهور الدين الإسلامي الذي أخرج الناس من ظلمات الجهل إلى النور .
وجاء التنوع في الشكل والتوحد في المضمون في داخل الفن الاسلامي فانعكس على العمارة الاسلامية من خلال الاشكال العديدة جدا والمتنوعة التي لاتحصى من انواع الزخارف الهندسية في العمارة بعناصرها ا لعديدة من عقود وابواب ومأذن واعمدة وشباب يك وابوب ومنابر ومصابيح وارضيات رخامية و جدران وفي المحاريب والتي تتداخل معها تص ميمات خطية للقران الكريم وكذلك التصم يمات الحديثة والاطباق الخز فية الى مالانهاية له من الاعمال الفنية الصرح ية العملاقة والدقيقة الراقية التي تمثل في قطعة صغيرة كالحلي المشغولة بدقة متناهية، وكما تمثل صرحاً معمارياً جليلاً كالمدرسة المستنصرية .(مراد، 1971 ، ص 198).
5.1.4 الزخرفة براحة اليد:
ومن بين أكثر الرموز المستعملة في الفن الإسلامي نجد راحة اليد (الخامسة)، إذ يعتبر اليد من بين العناصر الرمزية التي نقشت على جدران المباني و في واجهات المداخل و الأبواب، بالإضافة إلى ظهورها في التحف الفنية على اختلاف أشكالهاتعرف اليد عند عامة المسلمين بإسم الخامسة نسبة إلى الأصابع الخمسة، وهي أحد أهم عناصر الزخرفة الرمزية عندهم، حيث لا يكاد يخلو أي مدخل بيت أو ممتلك أو شيء ذا قيمة مادية أو معنوية إلا وتعلوه راحة اليد، وهو يرمز حسب الإعتقاد للقدرة على إبعاد أذى الحسد والعين الشريرة ودفع السوء لمن يقتحم البيت على ساكنيه، ورد كل ما هو قبيح، تستخدم في بعض مناطق العالم الاسلامي كطلسم وتميمة لإبعاد الحظ السيئ وللحماية، كانت النساء في بلاد المغرب توشمن جباههن بشكل اليد.(Arseven ,sd, p 31-32) ويرى البعض أن اليد ترمز إلى إلى أهل البيت الخمس، أو إلى الأركان الخمسة للإسلام وهي الشهادتين والصلاة والصوم والزكاة والحج..( . Gabus, J, sd, p39)
1.3. 6. استخدام الالوان
ما يميز الفن الإسلامي أيضا هو إستعمال الألوان في ال زخرفة، ويتم هذا الأسلوب أ ولا بمعالجة الأرضية قبل تلوينها، وذلك بطلاء سطحها بلون أحادي ثم تترك لتجف في الهواء( عبد العزيز، 1974 ، ص 165)ومن أهم تجليات بروز هذه الألوان في الزخ رفة خاصة الهندسية منها، فقد كان لها حضور معتبر في جماليتها، فالأطباق النجمية والخطوط المائلة والدوائر والمربعات والمثلثات والمعينات وغيرها من الأشكال الهندسية، إحتوت على العديد من الألوان في النموذج الواحد، وهناك ألوان أساسية تتولد منها ألوان ثانوية عن طريق المزج والتركيب بنسب مختلفة تزداد أو تنقص، وفي زيادتها يحدث التضاد والتجاور والتوافق في دائرة الألوان. (عبد القادر، 2010، ص 720). ارتبط اللون الأبيض منذ الأزمنة القديمة بالنهار والضوء، وبالتالي بالقوة التي تتبدد الأسود أي الليل والظلام وأصبح لون التطهير والطهارة والنقاء،(عياض أمين ، 2002، ص 18 ). أستخدم هذا اللون في الفكر الإسلامي كرمز للصفاء والنقاء. واللون هو صفة الشيء وهيئته من البياض والسواد والحمرة وغير ذلك وهي حصيلة الأثر الذي يحدثه في العين النور الذي تبثه الأجسام. وفيزيائيا اللون هو عبارة عن موجات ضوئية اهتزازية تدركها العين، هذه الموجات قد تقصر أو تطول فهو النور الذي تجزأ إلى موجات متباينة الطول والاهتزاز.(كلود، 2013 ، ص 12 ) وقد اثبتت الدراسات الحديثة ان لألوان تأثير على خاليا الإنسان وجهازه العصبي، وحالته النفسية، كما أن اختيار الألوان، الانجذاب اليها أو النفور منها، يعود الى أسباب متنوعة فيزيولوجية، نفسية، اجتماعية، رمزية، وذوقية، ودينية. (كلود ، 2013 ، ص 10 ).
1.6.1.3. الزخرفة باللون الأسود:
يعد اللون الأسود من الألوان التي لها دلالات رامزة، وقد كان من الألوان التي أقبل الرسول صلى الله عليه وسلم على استعمالها، فهو اللون الذي اتخذه لعمامته، وقد كانت أحد راياته سوداء، أشار بعض العلماء إلى اللون الأس ه كان يرمز إلى الحق ود أن والعدالة، ويرمز كذلك إلى السيادة والمجد والشرف (عبد الناصر، 2006 ، ص 87).
2.6.1.3.الزخرفة باللون الأصفر:
وآخر الألوان التي إستخدمها الفنان المسلمين على منتوجاته الفنية، نجد اللون الأصفر، وهو أقل الألوان إستخداما مقارنة بالألوان الأخرى، أصله من نبات الزعفران وقشور الرمان، أما رمزيته فهو يممزثل الضوء وهو ر شمس والذهب (محي الدين، 1961 ، ص 173).
وقد كان يستعمل اللونالاصفر المخضر لذاته وقيمته الجمالية، ويستخدم استخداما رمزيا، أو لمحاكاة النموذج وإبراز طبيعته وحجمه في المكان وفي أغلب الأحيان يكون إستعمال اللون بقصد تصوير الواقع بذاته (أبو صالح، 1967 ، ص 105).
3.6.1.3.الزخرفة باللون الأزرق:
ولعل أبرز الألوان التي شاع إستعمالها عند الفنانين المسلمين نجد اللون الأزرق والذي يعبر عن الإحسان والخير، عن الحقيقة واليقين (عبد الناصر 2006 ، ص 264).
3 . 2. فلسفة العمارة الإسلامية في اختيار الألوان في التصميم الداخلي
يؤدي اللون دورا حيويا في مجال الفراغ الداخلي، فهو يعمل على إبراز عناصر الأثاث وعلاقتها بمحتويات التشكيل في الفراغ، من أرضيات وسقوف وجدران. كما يحتل اللون مكانة مهمة في جميع أوجه نشاطاتنا في الحياة العامة والخاصة. وبذلك فالأثر الذي تمليه علينا الألوان في الفراغ سينعكس على الشعور الحسي والعضلي للفرد… (حسام وعبد الرزاق، 2008 ، ص 10).
اختيار الألوان الهادئة في المعالجات الداخلية بغرض خلق أجواء إنسانية قريبة للنفس.
– اختيار اللون الأحمر البرتقالي والذي يمثل لون دافئ يرمز للتواصل والعلاقة الإيجابية.
– اختيار اللون الأسود و الذي يعطي معنى رد الفعل الإجباري والمتمثل في ضرورة الاتجاه إلى منطقة التعامل المباشر مع الجمهور.
– اختيار اللون البيج المتمثل في الرخام والمستلهم من لون الصحراء والطبيعة في الحضارة الإسلامية.
– استخدام اللون الأبيض في الرخام والذي يعمل على زيادة الفراغ و يؤدي استعماله في الفراغ الداخلي إلى زيادة قيم التباين وإلى الإحساس ببرودة الألوان. (هالة صلاح، بدون تاريخ، ص 595 ).
- الاستنتاجات
إن المباني والقصور الإسلامية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي تشكل نموذجاً واضحاً لكيفية اهتمام العمارة الإسلامية بالفضاء المعماري النفسي. فعندما يتعلق الأمر بإبراز العناصر المعمارية وتوفير الدعم البنيوي اللازم لسكان تلك القصور والمباني وزائريها، كان المعماريون المسلمون استثنائيين ومبدعين. فمن خلال توفير كافة الظروف اللازمة التي تمكن المقيمين والضيوف من ممارسة أنشطتهم في جو من الانفتاح والراحة والبهجة والسرور، حرصوا أيضاً على تأمين الجانب النفسي من خلال الاهتمام بمكونات الفضاء المعماري النفسي. وبعد شرح وجود هذه الجوانب في التراث المعماري وقد أفرزت هذه الدراسة النتائج التالية:
- يعد التحكم في تهوية المباني والقصور من خلال اختراع العديد من الأدوات والوسائل، مثل مصائد الرياح، والمشربيات، الشخشيخات ، والمضاوي، والأفنية، وغيرها، أحد أمثلة التركيز في العمارة الإسلامية على الفضاء المعماري النفسي.
2- يعتبر الفناء المفتوح، واستعمال المشربيات، واستخدام المكعبات الصغيرة من الاخشاب الملونة ،والفتحات المجوفة في الأسقف العالية، كلها أمثلة على اهتمام العمارة الإسلامية بالفضاء المعماري النفسي، والذي يشمل التحكم في الإضاءة وأشعة الشمس.
3- ومن مظاهر اهتمام العمارة الإسلامية بالفضاء المعماري النفسي التحكم في درجة الحرارة والرطوبة، وذلك من خلال: – إنشاء شوارع ضيقة ذات أفنية داخلية مكشوفة وشوارع متعرجة وارتفاعات بناء مختلفة تساعد على خلق ظلال تخفض درجة الحرارة؛ – استخدام مواد بناء تساعد على خفض درجة الحرارة وتمنع تأثير أشعة الشمس والعزل الحراري مثل استخدام الخشب لعمل أسطح مستوية و استخدام القباب لحماية جزء من السطح من أشعة الشمس.
- تتميز الزخرفة الاسلامية بالاشكال الهندسية المختلفة في العمارة السلامية مع إستعمال الألوان، إذ تعد من أكثر الأشياء جمالا وخصوبة في حياة بني البشر، ومنها أثرى الإنسان حياته وأضفى عليها من بديع الجمال.
- نجد النجمة من أهم العناصر الزخرفة في الفن الإسلامي والتي تعتبر من أبرز الرموز التي شاع إستخدامها في الفن الإسلامي عبر مختلف فتراته، وتختلف تفسيرات ومعاني النجوم حسب عدد رؤؤسها وأماكن تواجدها فقد تكون خماسية، أو سداسية، أو ثمانية، أو ذات عشرة رؤوس وحتى ذات إثنا عشرة رأسا، كما نجد أيضا عنصر الهلال، والزخرفة براحة اليد.
- التوصيات
انطلاقا من هذه الدراسة ووقوفا هند نتائجها نقدم الاقتراحات والتوصيات التالية:
- نحث المعماريين على الأخذ بالعمارة الإسلامية ودمج عناصر من تراثها.
- العمارة الإسلامية تستخدم الطرق التقليدية للتحكم في التهوية ودرجة الحرارة، مما يوفر الطاقة ويعزز تبني العمارة الحديثة لمفهوم الاستدامة.
- العمارة الحديثة في بلادنا تتجاهل التراث المعماري الإسلامي في الحفاظ على موروث المعماري لإسلامي ، وعلينا العودة إليها وإحيائها.
- المصادر
- أحمد قاجة جمعة.( 2000 ). موسوعة فن العمارة الإسلبمية ، دمشق: دار الحصاد ، ط 1 .
- بيومي .( 2016 ). التطبيقات المعاصرة للمشربية كموروث ثقافي. القاهرة: مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية، الجمعية العربية للحضارة والفنون الاسلامية.
- جمعة، ابراهم. (2011). العناصر الرمزية على المنتجات الفنية في الجزائر في الفترة العثمانية، دراسة أثرية فنية، الجزائر: جامعة الجزائر.
- حسام دبس وزيت وعبدالرزاق معاد .( 2008 ). البعد الوظيفي والجمالي للألوان في التصميم الداخلي، مجلة جامعة دمشق للعلوم الهندسية، المجلد الرابع والعشرون، العدد الثاني.
- الحداد ، إسماعيل محمد حمزة .(2008). المدخل إلى دراسة المصطلحات الفنية للعمارة الإسلامية ، القاهرة : زهراء الشرق. ط3.
- سامح كمال الدين.( 2000 ). العمارة الإسلامية في مصر، مصر : دار نهضة الشرق، ط 1.
- سلامة .( 2019 ). المشربية في العمارة الإسلامية بين أصالة الفكرة وحداثة التطبيق. القاهرة: مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية، الجمعية العربية للحضارة والفنون الاسلامية.
- سليماني جميلة.( 2011 ). دراسات في علم النفس الاجتماعي الفضائي (الآليات النفسية الاجتماعية للمسكن)، الجزائر : دار الطباعة والنشر والتوزيع.
- كرو بنادم ، جي أي افون .( 1966). الوحدة والتنوع في الحضارة الاسلامية ، تحقيق: صدقي حمدي ، مراجعة: صالح احمد العلي، بغداد: مكتبة دار المتنبي.
- هالة صلاح حامد، اللون في العمارة الإسلامية وأثره على التصميم الداخلي، مجلة العمارة والفنون، العدد الرابع عشر، مصر.
- عبد الناصر، ياسين.( 2006 ). الرمزية الدينية في الزخرفة الاسلامية دراسة في ميثافيزيقا الفن الاسلامي. القاهرة: زهراء الشرق. ط1.
- عفيف، بهنسي.( 1989). معاني النجوم في الرقش العربي من كتاب الفنون والمضامين المشتركة. دمشق: دار الفكر.
- غزوان باغی .(2021) .القصور والبيوت المملوكية في القاهرة دراسة أثرية وحضارية. لايدن وبوسطن دار بريل للنشر.
- كلود عبيد.( 2013 ). الألوان ،دورها، تصنيفها، مصادرها، رمزيتها ودلالتها، لبنان: مجد للنشر والتوزيع.
- كهينة، كحلوش.( 2015 ). ظروف العمل الفيزيقية وأثرها على صحة العامل، رسالة ماجستير، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، الجزائر: جامعة مولود معمري.
- مباركي بو حفص.(2004). العمل البشري، الجزائر: دار الغرب للنشر والتوزيع. ط 2.
- محي الدين، طالو.( 1961 ). الرسم واللون، دمشق: مكتبة الاطلس.
- – مروة وائل محمد،.( 2021). الأنماط التصميمية للإضاءة الطبيعية التقليدية في التصميم الداخلي والعمارة الإسلامية مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية، المجلد السادس، العدد الثامن والعشرون.
- مراد، وهبة وآخرون.( 1971). المعجم الفلسفي، بيروت: دار الآفاق الجديدة ،ط2.
- المراجع الاجنبية
-Arseven, Les arts décoratif Turcs, ,Istanbul, Basimevi, S.D-
Moreau ., Les grands symboles méditerranéens dans la poterie algérienne, SNED, Alger, 1976